للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، اهـ.

قال النووي (١): والثانى هو الصحيح المختار أنه على عمومه وإطلاقه وأن كل مسلم مات فألهم الله تعالى الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أنه من أهل الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا وإن لم تكن أفعاله تقتضيه فلا تحتم عليه العقوبة بل هو في خطر المشيئة (٢) فاذا ألهم الله عز وجل الناس الثناء عليه استدللنا بذلك على أنه سبحانه وتعالى قد شاء المغفرة له وبهذا تظهر فائدة الثناء وإلا فلا فائدة له وقد أثبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له فائدة.

فإن قيل كيف مكنوا بالثناء بالشر مع الحديث الصحيح في البخاري وغيره في قوله لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا (٣) وبقوله -صلى الله عليه وسلم- اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم (٤) فالجواب عنه من وجوه ذكرها الإمام القرطبي (٥):


(١) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٩ - ٢٠).
(٢) في الحاشية: المشيئة مهموزة الإرادة وفد شئت الشئ أشاؤه قاله ابن الأثير. النهاية (٢/ ٥١٧).
(٣) أخرجه البخاري (١٣٩٣) و (٦٥١٦).
(٤) أخرجه أبو داود (٤٩٠٠)، والترمذي (١٠١٩)، وابن حبان (٣٠٢٠). وضعفه الألباني في المشكاة (١٦٧٨)، الروض (٤٨٥).
(٥) المفهم (٨/ ٨٤ - ٨٥).