للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أعلى البينات الأربع في إقامة حدّ خاص فمتى شهد لمسلم أربعة من المسلمين أدخله الله الجنة لأنهم شهداء الله تعالى في أرضه، ثم لما سألوه عن الاثنين وهي البينة الوسطى أجابهم إلى ذلك لأن الأموال تثبت بها وثواب الجنة جزاء الأعمال فهي بمنزلة المال ولم يسألوه [عن الواحد] إذ لا يثبت لنا شيء بشهادة الواحد بل يثبت علينا كصيام شهر رمضان (١) والله أعلم.

قال: أبو محمد عبد الحق صاحب العاقبة (٢): وهذا الحديث مخصوص والله أعلم، والذي قبله وهو قوله مر بجنازة فأثنى عليها خير الحديث يعطي العموم كما تقدم وأن من كثرت شهوده وانطلقت ألسنة الناس فيه بالخير والثناء الصالح كانت له الجنة وغير مستنكر إذا أحب الله عبدا أن يلقي على ألسنة المسلمين الثناء عليه وفي قلوبهم المحبة له قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} (٣)، تفسيرها كما قال [عليه الصلاة والسلام: "إذا أحب الله عبدا دعا جبريل عليه السلام فقال: إن الله عز وجل يحب فلان فأحبوه. قال فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض". وذكر في البغضاء مثل ذلك، رواه مسلم (٤) وغيره.


(١) انظر عقد الجواهر الثمينة (٣/ ١٠٤٣ - ١٠٤٤)، والتوضيح (١٠/ ١٤٧)، وعمدة القارى (٨/ ١٩٧).
(٢) العاقبة في ذكر الموت (ص ١٥٧ - ١٥٩).
(٣) سورة مريم: ٩٦.
(٤) صحيح مسلم (١٥٧ - (٢٦٣٧).