للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحي. فقالت يغفر الله لأبي عبد الرحمن إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ، وقرأت: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، وقالت: إنما مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على يهودية يبكى عليها فقال: إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذّب في قبرها. رواه البخاري ومسلم (١) فهذه الأحاديث وشبهها تدل على تعذيب الميت. واختلف العلماء في أحاديث [تعذيب الميت بالبكاء] (٢) فتأولها [المزني وأصحابنا و] (٣) الجمهور فقالوا: ليست على ظاهرها وإطلاقها، واختلفوا في تأويلها على أقوال أظهرها والله أعلم أنها محمولة على أن يكون للميت سبب في البكاء والنياحة بأن أوصى بأن يبكى عليه ويناح بعد موته فنفذت وصيته فهذا يعذب ببكاء أهله عليه ونوحهم لأنه سبب منسوب إليه. قالوا: فأما من بكى عليه أهله وناحوا عليه من غير وصية منه فلا يعذب ببكائهم ونوحهم لقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، الوزر الحمل والثقل وأكثر ما يطلق في الحديث [على الذنب والإثم، قال: وزر يَزِر فهو وازر إذا حمل ما يثقل ظهره من الأشياء المثقلة ومن الذنوب] وجمعه أوزار ومنه الحديث "قد وضعت الحرب أوزارها"، أي انقضى أمرها وخفت أثقالها فلم يبق قتال، ومعنى الآية لا تحمل نفس حاملة حمل أخرى أي لا تؤاخذ نفس بغير ذنبها.


(١) أخرجه البخاري (١٢٨٩)، ومسلم (٢٧ - ٩٣٢).
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.