للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جرت عبرته وفيه دليل على أن الميت يبكي رقّة لبكاء الحي.

وقوله: "إن أحدكم إذا بكى" محمول على بكاء يسمعه الميت، فأما مجرد دمع العين فلا يُعذّب به الميت قطعا لأنه لا يسمعه ولا يشاهده وقد بكى النبي -صلى الله عليه وسلم- على ولده إبراهيم وقال: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون. وروى الطبراني في معجمه الكبير (١) أنه -صلى الله عليه وسلم- قال عند موت ولده إبراهيم لولا أنه وعد حق وموعد صدق وأن الأخير لاحق بالأول لحزنا أكثر من هذا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون. ففي هذا الحديث تسلية من ثلاثة وجوه: أحدها: أن الموت وعد حق كالدين على الإنسان وموعد صدق يعني في الاجتماع في الآخرة، وأن الأخير لا يبقى بعد الأول وعن قريب يلحق به. قال النووي (٢): والصحيح من هذه الأقوال ما قدّمناه عن الجمهور وأجمعوا كلهم على اختلاف مذاهبهم أن المراد


= فوالذي نفس محمد بيده إنّ أحدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم".
قال الترمذي: حديث قيلة لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن حسان، وقال ابن السكن: لم يروه غير عبد الله بن حسان، وقال ابن عبد البر: حديث حسن الاستيعاب ١٣/ ١٤٠ قال الهيثمي في المجمع ٦/ ١٢: رواه الطبراني، ورجاله ثقات.
(١) أخرجه ابن ماجه (١٥٨٩)، والطبراني في معجمه الكبير (٢٤/ ١٧١/ ٤٣٢ و ٤٣٣) المعجم الأوسط (٨٨٢٩)، وحسن هذا السند البوصيري في زوائد ابن ماجه ٢/ ٤٧، والألباني في السلسلة الصحيحة (١٧٣٢)، وصحيح الجامع الصغير وزيادته (٢٩٣٢).
(٢) المجموع شرح المهذب (٥/ ٣٠٩)، شرح النووي على مسلم (٦/ ٢٢٩).