للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معه مرزبة فجعلها بين رجلي فقال: أنت كما تقول: قلت: لا، ولو قلت نعم ضربني بها. والأعمش لم يدرك ابن عمر.

قوله: "وعن النعمان بن بشير" تقدم ترجمته.

قوله: "أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته تبكي واجبلاه وا كذا" فذكره، زاد في رواية: فلما مات لم تبك عليه، الحديث.

قال صاحب العاقبة: قال بعض العلماء أو أكثرهم إنما يعذب الميت ببكاء الحي عليه إذا كان البكاء من سنة الميت واختياره أو يكون قد وصى به وهذا أيضا لم يكن من سنة عبد الله بن رواحة ولا ومن اختياره ولا مما وصّى به، اهـ. وقيل: هو محمول على من تبكي عليه وتعدد أفعاله التي تستوجب العذاب من القتل والنهب ونحوهما. وقيل معنى العذاب التوبيخ: فإنهم إذا ذكروه في الندب بخصال حميدة فيقال له: أكنت كذلك؟ فسمى بذلك عذابا، ويؤيده أن عبد الله بن رواحة (١) أغمي عليه فقالت أخته: واجبلاه واكذا وكذا، فقال: حين أفاق ما قلت شيئا إلا قيل لي [أنت] كذلك؟ وقيل: معنى العذاب حزنه بسماع بكائهم فإنه يسوءه إتيانهم بما يكره ربه عز وجل، فقد روي أن أعمالكم تعرض على أقربائكم من موتاكم فإذا رأوا خيرا فرحوا به وإن رأوا [شرا] كرهوه فعلى هذا التوجيه التعذيب من الحي له لا من الله تعالى. وقال ابن بطال (٢): كل حديث أتى فيه النهي عن البكاء فمعناه النياحة


(١) صحيح البخاري (٤٢٦٧).
(٢) شرح صحيح البخاري لابن بطال (٣/ ٢٧٥)، والكواكب الدراري (٧/ ٨٠).