للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يبال في الجحر لأنها مساكن الجن، ولأنه ربما كان فيها بعض الهوام فخرج فيؤذيه أو ينجسه، قال النووي: وينبغي تحريم ذلك للنهي الصريح إلا أن يعد لذلك يعني الجحر أو السرب فلا حظر ولا كراهة (١).

تنبيه: إذا كان الرجل في الأرض الفضاء فلا ينبغي له أن يبول في جحر الأرض فإنه يخاف أن يصيبه الأذى من الجن، ويقال إن سعد بن عبادة وكان سيدا جوادا ذا رياسة غيورًا بال في جحر الأرض فأصابته آفة من الجن فمات، ففي الحاكم عن عون بن محمد أن سعد بن عبادة الخزرجي أتى سباطة قوم فبال قائمًا فخر ميتًا، فقالت الجن في ذلك:

نَحْنُ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَج سَعْدَ بْنَ عُبَادَهْ ... وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْم فَلَمْ تُخْطِ فُؤَادَهْ

وفي الشامل وغيره أن سبب موته أنه بال في جحر (٢)، وتقدم الكلام على السباطة، وتأول بعض العُلماء فقال: أي أصبناه بعينين، يقال إن عيون الجن أنفذ من أسنة الرماح، وقال: الإصابة بالعين حق (٣)، وإن لها تأثيرا في النفوس والطباع إبطالا كقول من يزعم من الطبيعة أنه لا شيء إلا ما تدركه الحواس وما عداها فلا حقيقة له (٤)، انتهى.


(١) النجم الوهاج (١/ ٢٩٢).
(٢) كفاية النبيه (١/ ٤٣٩)، والنجم الوهاج (١/ ٢٩٢).
(٣) انظر غريب الحديث (٢/ ٣٢٤ - ٣٢٥)، والكواكب الدراري (٢١/ ٢٣).
(٤) الكواكب الدراري (٢١/ ٢٣).