للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كانت عنده فقال لعمه أتحبّ هذا الغلام؟ قال: نعم. فقال: والله لئن [عاينوه] اليهود ليقتلونه فإنه عدوهم وأشار إلى عمه بردّه إلى مكة فردّه، وأقام بها إلى أن بلغ خمسا وعشرين سنة ثم خرج إلى الشام لتجارة خديجة بنت خويلد ثم عاد إلى مكة فتزوجها بعد ذلك بشهرين وتزوجها وله من العمر خمس وعشرون سنة [وشهرين] وعشرة أيام وهي يومئذ ابنة [ثمان] وعشرين سنة، فلما بلغ خمسا وثلاثين سنة شهد بنيان الكعبة ورضيت قريش بحكمه وكان -صلى الله عليه وسلم- يدعى بينهم بالأمين فلما بلغ أربعين سنة بعثه الله تعالى لكافة الخلق أجمعين بالقرآن والرسالة، فدعا إلى الدين فأجابه [السباقون] مثل علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة وأبي بكر وعثمان وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين وتوفيت خديجة بعد أبي طالب بثلاثة أيام ثم خرج إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة بعد ثلاثة أشهر من موت خديجة فأقام بها شهرا [ثم رجع] إلى مكة في جوار المطعم بن عدي فلما أتت له خمسون سنة قدم عليه جنّ نصيبين فأسلموا فلما [أتى] له إحدى وخمسون سنة وتسعة أشهر أسري به -صلى الله عليه وسلم- وعاش ثلاثا وستين سنة ونحر في حجة الوداع ثلاثا وستين بدنة وأعتق ثلاثا وستين رقبة -صلى الله عليه وسلم- (١) اهـ.

قال النووي (٢): قوله: فبكى وأبكى من حوله، وبكاؤه عليه السلام على قبر أمه إنما كان لما فاتها من إدراك أيامه ومن الإيمان به.


(١) كنز الدرر (٣/ ٣٥ - ٤٦) باختصار.
(٢) شرح النووي على مسلم (٧/ ٤٦).