للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تتمة: هل عذاب القبر دائم أو منقطع؟ والجواب: أنه نوعان نوع دائم بدليل قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} (١)، وفي حديث البخاري (٢) عن جابر بن سمرة في رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجل الذي يشدخ رأسه بحجر والذي يشد شدقه إلى قفاه، وفيه: فهو يفعل به ذلك إلى يوم القيامة. وفي حديث العبَّاس (٣) في حديثي القبر: لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا [فجعل] التخفيف [قيد المدة] رطوبتهما فقط. وفي الصحيح (٤) في قصة الذي لبس بُردين وجعل يمشي ويتبختر فخسف اللّه به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة والنوع التاني إلى مدّة تنقطع وهو بعض العصاة الذين خفت جرائمهم فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه كما يعذب في النار مدّة ثم يزول عنه العذاب وقد ينقطع عنه العذاب بدعاء أو صدقة واستغفار أو ثواب [حج أو عمرة] تصل إليه من بعض [أقاربه] أو غيرهم [وهذا] كما يشفع الشافع في المعذب في الدنيا فيخلصمن العذاب بشفاعته، وقد روى ابن أبي الدنيا (٥) عن محمد بن موسى الصائغ عن عبد اللّه بن نافع قال: مات رجل من أهل المدينة فرآه رجل كأنه من أهل النار فاغتم لذلك ثم


= أحمد ٦/ ٥٥ (٢٤٢٨٣) و ٦/ ٩٨ (٢٤٦٦٣)، وابن حبان (٣١١٢). وصححه الألبانى في الصحيحة (١٦٩٥).
(١) سورة غافر، الآية: ٤٦.
(٢) صحيح البخاري (١٣٨٦).
(٣) صحيح البخاري (٢١٨)، وصحيح مسلم (١١١) (٢٩٢).
(٤) صحيح مسلم (٥٠) (٢٥٨٨).
(٥) القبور لابن أبي الدنيا (١٣٩).