للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكون كبيرًا وهما يعذبان فيه، ففي هذا الحديث أن عذاب القبر حق يجب الإيمان به والتسليم له وهو مذهب أهل السنة والجماعة وجمهور المعتزلة أيضًا وهو مما يجب اعتقاد حقيقته وهو مما نقلته الأمة متواترًا، واشتهر بحيث لا يخفى فمن أنكر عذاب القبر أو نعمته فهو كافر كذب الله ورسوله في خبرهما (١)، والله أعلم.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة"، وحقيقة النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بنيهم، وهو محرم بالاتفاق فإنه بغيضر عند الله، ويجب بغض من أبغضه الله تعالى، وسيأتي الكلام على النميمة مبسوطًا في بابه إن شاء الله تعالى، ففيه غلظ تحريم المشي بالنميمة، فالمشي بالنميمة والسعي بالفساد من أقبح القبائح ولاسيما مع قوله: "كان يمشي بالنميمة" كان التي للحالة المستمرة غالبًا وهي من الكبائر على الأصح، ولهذا: "لا يدخل الجنة قتات " وهو: النمام، أما لو نقله للنصيحة وترك مفسدة أو دفع مضرة وإيصال خبر يتعلق بالغير لا يكون محرمًا ولا مكروهًا بل قد يندب أو يستحب (٢).

قوله -صلى الله عليه وسلم- "وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله " الحديث، قال النووي - رحمه اللهَ: فيه ثلاث روايات، الأول: "يستتر" بتائين مثناتين، والثانية:


(١) شرح الصحيح (١/ ٣٢٢ - ٣٢٤)، والعدة في شرح العمدة (١/ ١٣٩ - ١٤٠)، والإعلام بفوائد عمدة الأحكام (١/ ٥١٦).
(٢) شرح النووى على مسلم (٣/ ٢٥١)، والعدة (١/ ١٤٢)، والإعلام بفوائد عمدة الأحكام (١/ ٥٣٠ - ٥٣١).