للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القيامة على ثلاثة طرائق" الحديث. الطرائق جمع طريقة وهي الحالة، اهـ قاله الحافظ. وقال غيره: المراد بثلاث طرائق فرق، ومنه قوله تعالى إخبارا عن الجن: (طَرَائِقَ قِدَدًا) (١) أي فرقا مختلفة الأهواء. قوله: "راغبين " أي طالبين طامعين راجين، يحتمل أن يكون إشارة إلى الأبرار. قوله: وراهبين أي خائفين فزعين إشارة إلى المخلصين الذين هم بين الخوف والرجاء والذين تحشرهم النار هم الكفار ويحتمل أن يكون هذا في وقت الحشر إلى موقف الحساب، والحديث الذي تقدم في حشرهم عراة مشاة في وقت النشر من القبور قبل أن يكسوا ويحتمل أن يكون هذا في وقت حشرهم إلى الجنة بعد الفراغ من الحساب، والحديث الذي تقدم في وقت حشرهم إلى موقف الحساب والأول أولى والله أعلم. قوله: "راهبين" [أي خائفين فزعين إشارة إلى المخلصين الذين هم بين الخوف والرجاء، والذين تحشرهم النار هم الكفار] والرُهب والرَهب بضم الراء وفتحها وسكون الهاء ويقال بفتحها جميعا الخوف، ومنه قوله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} (٢) [وقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "راغبين راهبين" طالبين وخائفين] والراهب المتبتل المنقطع عن النساء والدنيا وأصله من الرهب والرهبان جمعه قيل ويقع أيضًا على الواحد وجمعه رهابين ومنه قوله عليه السلام: "لا رهبانية" أي لا تبتل، لا اختصاء، وقيل قوله: "راغبين راهبين " أي طالبين راجين وخائفين


(١) سورة الجن، الآية: ١١.
(٢) سورة الأنبياء، الآية: ٩٠.