للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٤٤٥ - وعن عائشة -رضي اللَّه عنها- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال من نوقش الحساب عذب فقلت أليس يقول اللَّه: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (٩)} (١) فقال إنما ذلك العرض وليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك.

رواه البخاري (٢) ومسلم (٣) وأبو داود (٤) والترمذي (٥).

قوله: "وعن عائشة" تقدم الكلام عليها. قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من نوقش الحساب عُذِّب" الحديث، المناقشة الاستقصاء في الحساب حتى لا يترك منه شيء، يقال ناقشه الحساب إذا عاسره فيه واستقصى فلم يترك قليلا ولا كثيرًا، يقال انتقشت منه جميع حقي، وقيل المناقشة هو نفس عذابه المراد، يعذب بمحاسبته وقيل بل [إذا] (٦) نوقش وزنت أعماله وخطراته وهمه وصغائره وكبائره لم يكن يتخلص إن لم يعف اللَّه عنه كما قال -عَلَيْهِ السَّلَام-: لا يدخل أحدكم الجنة بعمله، الحديث، قال القاضي عياض رحمه اللَّه تعالى (٧) وللحديث معنيان: أحدهما أن نفس المناقشة وعرض الذنوب والتوقيف عليها هو


(١) سورة الإنشقاق، الآية: ٧ - ٩.
(٢) صحيح البخاري (٦٥٣٦).
(٣) صحيح مسلم (٧٩) (٢٨٧٦).
(٤) سنن أبي داود (٣٠٩٣).
(٥) سنن الترمذي (٢٤٢٦) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
(٦) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٧) شرح النووي على مسلم (١٧/ ٢٠٨).