للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناسخاً للقراءة خلف الإمام لما أفتى بخلافه، مع أنه أفتى بقوله: (اقرأ بها في نفسك). فدل ذلك على عدم النسخ (١).

د-إنه لا يصار إلى النسخ إذا أمكن الجمع بين الأحاديث، وهنا أمكن الجمع بينها؛ لأن الأحاديث الدالة على النهي عن القراءة خلف الإمام عامة، والأحاديث الدالة على قراءة الفاتحة خلف الإمام خاصة، وبناء العام على الخاص واجب، فتكون هذه الأحاديث مخصصة لعمومها (٢).

دليل من قال بنسخ القراءة خلف الإمام في الجهْريَّة

أولاً: عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: كنا خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فثقُلت عليه القراءةُ، فلما فرغ قال: «لعلكم تقرؤون خلف إمامكم» قلنا: نعم، هَذّاً (٣) يا رسول الله. قال: «لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها» (٤).


(١) انظر: الاعتبار ص ٢٦٤؛ إمام الكلام لعبد الحيّ ص ٢٩٥.
(٢) انظر: فتح الباري ٢/ ٣٠٠؛ نيل الأوطار ٣/ ٢١٦؛ إمام الكلام لعبد الحيّ ص ٢٩٥.
(٣) الهذّ: سرعة القطع. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٩٠٠.
(٤) أخرجه أبو داود في سننه ص ١٣١، كتاب الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، ح (٨٢٣)، والترمذي في سننه ص ٨٧، أبواب الصلاة، باب ما جاء في القراءة خلف الإمام، ح (٣١١)، والنسائي في سننه ص ١٥٢، كتاب الافتتاح، باب قراءة أم القرآن خلف الإمام فيما جهر فيه الإمام، ح (٩٢٠)، وابن خزيمة في صحيحه ١/ ٧٦٠، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٢١٥، والدارقطني في سننه ١/ ٣١٨. وحسنه الترمذي، والدارقطني. انظر: سنن الترمذي ص ٨٧؛ سنن الدارقطني ١/ ٣١٨. وقال ابن حجر في التلخيص ١/ ٢٣١: (وصححه أبو داود والترمذي والدارقطني، وابن حبان والحاكم والبيهقي).
وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن أبي داود ص ١٣١، وضعيف سنن الترمذي ص ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>