للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعترض عليه بما يلي:

أ-إنه لا يصح الاستدلال منه لأنه لا يدل على منع القراءة خلف الإمام، وإنما يدل على منع الجهر بالقراءة؛ لأنه يفضي إلى المنازعة «مالي أنازع القرآن»، أما القراءة سراً فلا يؤدي

إلى المنازعة فلا يكون ممنوعاً (١).

ب-إنه محمول على ترك قراءة ما عدا الفاتحة، أو أن الفاتحة مستثناة من عمومه للأحاديث الدالة على الأمر بقراءتها خلف الإمام (٢).

خامساً: عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى الظهر، فجعل رجل يقرأ خلفه بسَبّح اسم ربك الأعلى، فلما انصرف قال: «أيُّكم قرأ» أو «أيُّكم القارئ؟» فقال رجل: أنا. فقال: «قد ظننت أن بعضكم خالجنيها (٣) (٤).


(١) انظر: نيل الأوطار ٢/ ٢١٧؛ إمام الكلام لعبد الحيّ ص ١٨١؛ تحفة الأحوذي ٢/ ٢٤٦.
(٢) انظر: الاعتبار ص ٢٦٧؛ نيل الأوطار ٢/ ٢١٧؛ إمام الكلام لعبد الحيّ ص ١٢٨.
(٣) خالجنيها أي: نازعنيها. وأصل الخلج الجذب والنزع. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٥١٦؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٣/ ٢١٣.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه ٣/ ٢١٤، كتاب الصلاة، باب نهي المأموم عن جهره بالقراءة خلف إمامه، ح (٣٩٨) (٤٨). وأخرجه الدارقطني في سننه ١/ ٣٢٧، بلفظ: (قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالناس ورجل يقرأ خلفه، فلما فرغ قال: «من ذا الذي يخالجني سورتهم» فنهاهم عن القراءة خلف الإمام). ثم قال الدارقطني: (لم يقل هكذا غير حجاج، خالفه أصحاب قتادة، منهم شعبة وسعيد وغيرهما، فلم يذكروا أنه نهاهم عن القراءة، وحجاج لا يحتج به). وانظر كتاب إمام الكلام لعبد الحيّ ص ١٩٣، في الكلام عليه وضعفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>