للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيكبرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته) (١).

ثانياً: عن عائشة-رضي الله عنها- قالت: (لو أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أحدث النساء لمنعهنّ المسجد كما مُنعت نساءُ بني إسرائيل) (٢).

ووجه الاستدلال منهما: أن حديث أم عطية-رضي الله عنها- يدل على أن خروجهن لم يكن للصلاة بل لتكثير سواد المسلمين، يدل عليه أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخروج الحُيّض، وهن يعتزلن المصلى ولا تصلين، فثبت أن ذلك كان لتكثير سواد المسلمين، ولإرهاب العدو، وقد زال تلك العلة؛ حيث كثر المسلمون، فيكون خروجهن في العيدين منسوخاً. وحديث عائشة-رضي الله عنها- يدل على منعهن المساجد لكثرة ما أحدثن، ولكثرة الفتن، وإذا مُنعن المساجد فالمصلى أولى (٣).

واعترض عليه بما يلي:

أولاً: إن ما ذكر احتمال، والنسخ لا يثبت بالاحتمال، ثم يرده كون ابن عباس -رضي الله عنه- شهد خروجهن العيد، وقد كان ذلك بعد فتح مكة، وقد دخل


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ١٩٢، كتاب العيدين، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة، ح (٩٧١)، ومسلم في صحيحه ٤/ ١٩٨، كتاب صلاة العيدين، باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى، ح (٨٩٠) (١١).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ١٧٢، كتاب الأذان، باب انتظار الناس قيام الإمام العالم، ح (٨٦٩)، ومسلم في صحيحه ٣/ ٢٦١، كتاب الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة، ح (٤٤٥) (١٤٤).
(٣) انظر: بدائع الصنائع ١/ ٦١٨؛ فتح الباري ٢/ ٥٧٩؛ عمدة القاري ٥/ ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>