للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال يحيى بن أكثم (١): (ليس من العلوم كلها علم هو واجب على العلماء وعلى المتعلمين وعلى كافة المسلمين من علم ناسخ القرآن ومنسوخه؛ لأن الأخذ بناسخه واجب فرضاً، والعمل به لازم ديانة، والمنسوخ لا يُعمل به ولا ينتهى إليه، فالواجب على كل عالم علم ذلك؛ لئلا يوجب على نفسه وعلى عباد الله أمراً لم يوجبه الله، أو يضع عنهم فرضاً أوجبه الله) (٢).

وقال أبو محمد ابن حزم الظاهري (٣): (لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء من القرآن والسنة: هذا منسوخ إلا بيقين؛ لأن الله عز وجل يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} (٤). وقال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} (٥). فكل ما أنزل الله


(١) هو: يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن، التميمي المروزي، أبو محمد، القاضي. فقيه، صدوق، روى عن ابن المبارك، وجرير، وغيرهما، وروى عنه: الترمذي، وأبو حاتم، وغيرهما، وتوفي سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ومائتين. انظر: تهذيب التهذيب ١١/ ١٦٠؛ التقريب ٢/ ٢٩٧؛ شذرات الذهب ٢/ ١٠١.
(٢) انظر: جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ٢/ ٢٨.
(٣) هو: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي، القرطبي الظاهري، من شيوخه: يحيى بن مسعود، وأحمد بن محمد الجسور، ومن تلامذته: ابنه أبو رافع، و أبو عبد الله الحميدي، ومن مؤلفاته (المحلى بالآثار) وتوفى سنة ست وخمسين وأربعمائة. انظر: سير أعلام النبلاء ١٨/ ١٨٤؛ شذرات الذهب ٣/ ٢٩٩.
(٤) سورة النساء، الآية (٦٤).
(٥) سورة الأعراف، الآية (٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>