للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية عنه -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، فلما كنا بدهاس (١) من الأرض قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من يكلؤنا الليلة؟» قال بلال: أنا، قال: «إذاً تنام» فنام حتى طلعت الشمس، فاستيقظ فلان وفلان، فقالوا: تكلموا حتى يستيقظ، فاستيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «افعلوا ما كنتم تفعلون، وكذلك يفعل من نام أو نسي» (٢).

ويستدل منها على النسخ: بأن حديث أبي قتادة، وذي مخبر، -رضي الله عنهما-يدلان على أن من فاتته صلاة فإنه يقضيها، وإذا صلاها من الغد يقضي معها مثلها.

وحديث عمران بن حصين -رضي الله عنه- فيه أن الصحابة لما سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقضوا مع الصلاة الفائتة من الغد مثلها، نهاهم عن ذلك. فدل ذلك أن قضاء المثل من الغد كان قد ثبت عندهم، ثم نهاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.

وحديث أبي هريرة، وابن مسعود-رضي الله عنهما- يدلان على أن من نام عن صلاة أو نسيها فإنه يصليها إذا ذكرها، ويفعل كما يفعل من


(١) الدهاس ما سهل ولان من الأرض، ولم يبلغ أن يكون رملاً. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٥٩١.
(٢) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٤٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>