للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاتل نفسه» (١).

فهذه الأحاديث فيها ضعف إلا حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- فهو صحيح الإسناد، إلا أنه مرسل، والمرسل إذا اعتضد بعمل أكثر أهل العلم يعمل به، وهو موجود هنا. وهي تدل على الصلاة على كل مسلم، سواء كان براً أو فاجراً، ومنهم قاتل نفسه، ونص عليه في الحديث الأخير (٢).

فلعل من قال بنسخ حديث ترك الصلاة على من قتل نفسه يرى أن هذه الأحاديث متأخرة عنه، فتكون ناسخة له.

ويعترض عليه: بأن حديث ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة على من قتل نفسه صحيح، وهذه الأحاديث ضعيفة فكيف تكون ناسخة له؟. على أنه لا يوجد ما يدل على أنها متأخرة عنه.

كما أنه لا تعارض بينه وبين هذه الأحاديث؛ لأن ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- الصلاة على من قتل نفسه لم يكن لأنه لا يجوز الصلاة عليه، بل زجراً للناس عن ارتكاب مثل فعله، لذلك لم يصل عليه، وصلت عليه الصحابة-رضي الله عنهم- (٣).


(١) أخرجه الدارقطني في سننه ٢/ ٥٧، ثم قال: (عمر بن صبيح متروك). وقال ابن حبان: (يضع الحديث). انظر:
إرواء الغليل ٢/ ٣٠٩.
(٢) حديث أبي هريرة عبر عنه البيهقي بالإرسال، والمنذري بالانقطاع. انظر: سنن الدارقطني ٢/ ٥٧؛ معرفة السنن والآثار ٤/ ٢١٤؛ مغني المحتاج ٢/ ٦١؛ نيل الأوطار ٤/ ٢٢٧؛ التعليق المغني ٢/ ٥٧ - ٥٨.
(٣) انظر: ناسخ الحديث لابن شاهين ص ٤٠٩؛ السنن الكبرى للبيهقي ٤/ ٢٩؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٤/ ٢٩٢؛ نيل الأوطار ٤/ ٦٧؛ تحفة الأحوذي ٤/ ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>