للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترجعوا إلى رحالكم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به» قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا. فقال لهم: «إنكم سترون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض» (١).

وفي روية عنه -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إني أعطي قريشاً أتألفهم، لأنهم حديث عهد بجاهلية» (٢).

ووجه الاستدلال منها: هو أن الآية المذكورة من سورة براءة، وهي من آخر ما نزل من القرآن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعمل بها رسو الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطى المؤلفة قلوبهم من المسلمين والمشركين، وقد أعطى بعضهم بعد أن فتح الله عليه الفتوح وفشا الإسلام وعز أهله. فدل ذلك على بقاء سهم، وأنهم يعطون من الصدقات بعده (٣).

دليل القول الثالث

ويستدل للقول الثالث- وهو أن المؤلفة قلوبهم من المسلمين يعطون من الصدقات، لا المشركين- بما يلي:


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٦٤٢، كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه، ح (٣١٤٧)، ومسلم في صحيحه ٤/ ٣٨٣، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام، ح (١٠٥٩) (١٣٢).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٦٤١، كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس، ح (٣١٤٦)
(٣) انظر: جامع البيان ٦/ ٤٢٩٩؛ المغني ٩/ ٣١٦؛ الشرح الكبير ٧/ ٢٣٣؛ الممتع ٢/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>