للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعمل فغلبته عيناه، فجاءته امرأته فلما رأته قالت: خيبة لك. فلمّا انتصف النهار غُشيَ عليه، فذُكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فنزلت هذه الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}. ففرحوا بها فرحاً شديداً. ونزلت: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: ١٨٧] (١).

وفي رواية عنه -رضي الله عنه-: (لما نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله تعالى: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} الآية) (٢).

ثالثاً: عن ابن عباس -رضي الله عنه-: ({يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: ١٨٣] فكان الناس على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلوا العتمة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء، وصاموا إلى القابلة، فاختان رجل نفسه، فجامع امرأته وقد صلى العشاء ولم يفطر، فأراد الله عز وجل أن يجعل ذلك يُسراً لمن بقيَ ورُخصة ومنفعة، فقال سبحانه: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: ١٨٧] وكان هذا مما نفع الله به الناس، ورخص لهم ويسّر) (٣).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣٧٨، كتاب الصوم، باب قول الله عز وجل: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}، ح (١٩١٥).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٩٢٩، كتاب التفسير، باب {أحلت لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}، ح (٤٥٠٨).
(٣) أخرجه أبو داود في سننه ص ٣٥٣، كتاب الصيام، باب مبدأ فرض الصيام، ح (٢٣١٣)، وابن جرير في جامع البيان ٢/ ٩٣٩، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٣٣٨. وقال الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود ص ٣٥٣: (حسن صحيح).

<<  <  ج: ص:  >  >>