للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعاً: عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: (كانوا يأكلون ويشربون، ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا تركوا الطعام والشراب وإتيان النساء، فكان رجل من الأنصار يُدعى أبا صرمة (١) يعمل في أرض له، قال: فلمّا كان عند فطره نام، فأصبح صائماً قد جهد، فلمّا رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مالي أرى بك جهداً؟» فأخبره بما كان من أمره. واختان رجل نفسه في شأن النساء، فأنزل الله: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}. إلى آخر الآية (٢) (٣).

خامساً: عن كعب بن مالك (٤) -رضي الله عنه- قال: كان الناس في رمضان إذا صام الرجل فأمسى، فنام، حرُم عليه الطعام والشراب والنساء حتى يفطر من الغد، فرجع عمر بن الخطاب من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة وقد سهر عنده، فوجد امرأته قد نامت، فأرادها، فقالت: إني قد نمت، قال: ما


(١) هو قيس بن صرمة الأنصاري، وقد سبق ترجمه في رواية البراء -رضي الله عنه-.
(٢) سورة البقرة، الآية (١٨٧).
(٣) أخرجه ابن جرير في جامع البيان ٢/ ٩٣٨.
(٤) هو: كعب بن مالك بن أبي كعب-عمرو- بن القين، الأنصاري السلمي، أبو عبد الله، شهد العقبة وبايع بها، وتخلف عن بدر، وشهد أحداً وما بعدها إلا تبوك، وهو أحد الثلاثة الذين تِيب عليهم. وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه أولاده: عبد الله، وعبيد الله، وغيرهما. وتوفي في خلافة علي -رضي الله عنه- وقيل: في خلافة معاوية -رضي الله عنه-. انظر: تجريد أسماء الصحابة ٢/ ٣٣؛ الإصابة ٣/ ١٦٩٦؛ تهذيب التهذيب ٨/ ٣٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>