للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدايات السنة الثامنة؛ لأنه استشهد في غزوة مؤتة، وهي كانت سنة ثمان في جمادى الأولى، قبل فتح مكة، وقد ذكر فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخص بعد ذلك في الحجامة، فهو يدل على الفطر بالحجامة وعلى تأخير الرخصة في الحجامة على النهي عنها (١).

ثانيهما: حديث شداد بن أوس -رضي الله عنه-، لكنه روي بطرق وألفاظ مختلفة، بعضها ليس فيه أي تعرض لذكر زمن الفتح، وبعضها جاء فيه أنه كان في الثامن عشر من رمضان،، وبعضها جاء فيه أن ذلك كان بالبقيع، وكان زمن الفتح في الثامن عشر من رمضان، وفيما يلي بيان أشهر طرق وألفاظ هذا الحديث:

١ - عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- أنه مرَّ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زمن الفتح على رجل يحتجم بالبقيع، لثمانَ عشرةَ خلت من رمضان، وهو آخذ بيدي، فقال: «أفطر الحاجم و المحجوم» (٢).

٢ - عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى على رجل بالبقيع، وهو يحتجم، وهو آخذ بيدي، لثمان عشرة خلت من رمضان، فقال: «أفطر الحاجم والمحجوم» (٣).


(١) حديث أنس -رضي الله عنه- تقدم تخريجه في القول بنسخ الفطر بالحجامة، أما تاريخ غزوة مؤتة فانظره في: تهذيب سيرة ابن هشام ص ١٩٠؛ الرحيق المختوم ص ٣٨٧.
(٢) أخرجه بهذا اللفظ الإمام أحمد في المسند ٢٨/ ٣٣٦، وقد سبق ذكر من خرجه وصححه.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ أبو داود في سننه ص ٣٦٠، كتاب الصوم، باب في الصائم يحتجم، ح (٢٣٦٩)، ثم قال: (روى خالد الحذاء عن أبي قلابة بإسناد أيوب مثله). وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة في المصنف ٢/ ٣٠٦، وأحمد في المسند ٢٨/ ٣٦١، والحاكم في المستدرك ١/ ٥٩٢، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٤٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>