للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض فلا يخص شيء منه إلا بدلالة، وإذا كان كذلك اقتضى ذلك أن يكون صوم المسافر خيراً له من الإفطار؛ لأن قوله: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} يشمله كما يشمل غيره (١).

ثالثاً: عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: (خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره في يوم حار حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم- وابن رواحة) (٢).

رابعاً: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: (كنا نغزو مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، فمنّا الصائم، ومنّا المفطر، فلا يجد الصائم على المفطر، والمفطر على الصائم. يرون أن من وجد قوة

فصام، فإن ذلك حسن. ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر، فإن ذلك حسن) (٣).

خامساً: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سافرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة ونحن صيام، قال: فنزلنا منزلاً، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى


(١) انظر: أحكام القرآن للجصاص ١/ ٢٦١.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣٨٤، كتاب الصوم، باب، ح (١٩٤٥)، ومسلم في صحيحه ٤/ ٤٥٨، كتاب الصيام، باب التخيير في الصوم والفطر في السفر، ح (١١٢٢) (١٠٨).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه ٤/ ٤٥٥، كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر، ح (١١١٦) (٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>