للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكم». فكانت رخصة، فمنّا من صام، ومنّا من أفطر، ثم نزلنا منزلاً آخر، فقال: «إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا». وكانت عزمة، فأفطرنا. ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك في السفر (١).

سادساً: عن عبد الله بن أبي أوفى (٢) -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فقال لرجل: «انزل فاجدح (٣) لي»، قال: يا رسول الله، الشمس. قال: «انزل فاجدح لي». قال: يا رسول الله، الشمس. قال: «انزل فاجدح لي». فنزل فجدح له فشرب، ثم رمى بيده ههنا، ثم قال: «إذا رأيتم الليل أقبل من ههنا فقد أفطر الصائم» (٤).

سابعاً: عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من صام يوماً في سبيل الله بعَّد اللهُ وجهه عن النار سبعين خريفاً» (٥).


(١) سبق تخريجه في ص ٩٥٨.
(٢) هو: عبد الله بن أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث، الأسلمي، أبو إبراهيم، شهد الحديبية، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه إبراهيم بن مسلم الهجري، والحكم بن عتيبة، وغيرهما، وتوفي سنة سبع وثمانين، وقيل غير ذلك. انظر: الإصابة ٢/ ١٠١١؛ تهذيب التهذيب ٥/ ١٣٥؛ التقريب ١/ ٤٧٩.
(٣) الجدح: الخلط، وأن يحرك السويق بالماء ويخوض حتى يستوي، وكذلك اللبن ونحوه. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٢٣٩؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٤/ ٤٣٢.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣٨٤، كتاب الصوم، باب الصوم في السفر والإفطار، ح (١٩٤١)، ومسلم في صحيحه ٤/ ٤٣٣، كتاب الصيام، باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار، ح (١١٠١) (٥٢).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٥٧٧، كتاب الجهاد والسير، باب فضل الصوم في سبيل الله، ح (٢٨٤٠)، ومسلم في صحيحه ٤/ ٤٨٥، كتاب الصيام، باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه بلا ضرر ولا تفويت حق، ح (١١٥٣) (١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>