للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه الأحاديث تدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعض الصحابة-رضي الله عنهم-صاموا في السفر، قبل فتح مكة وبعده، كما تدل على أنهم أفطروا أحياناً عند الضعف أو وجود مشقة، أوللتقوي للجهاد وقتال الأعداء، فثبت منه أن الصوم في السفر أفضل عند عدم الجهد والضرر والمشقة، وإلا لما صام النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر، ويدل عل هذا ما جاء صريحاً في حديث أبي سعيد -رضي الله عنه-: (يرون أن من وجد قوة فصام، فإن ذلك حسن. ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر، فإن ذلك حسن)؛ حيث دل على أن الفطر كان من أجل الضعف، وأن من وجد قوة فصام فإنه كان حسناً عندهم. فثبت من مجموع هذه الأدلة جواز الإفطار في السفر، وأن الصوم فيه عند القوة عليه وعدم الضرر، حسن وأفضل من الإفطار (١).

دليل القول الثاني

ويستدل للقول الثاني- وهو أن الفطر في السفر أفضل من الصوم- بأدلة منها ما يلي:

أولاً: الأحاديث التي سبق ذكرها في دليل القول الأول، والتي تدل على جواز الصوم والفطر في السفر.


(١) انظر: شرح معاني الآثار ٢/ ٧٠؛ أحكام القرآن للجصاص ١/ ٢٦١؛ التمهيد ٧/ ٢٣٤؛ الاستذكار ٣/ ١٨٧؛ المجموع ٦/ ١٧٧؛ فتح الباري ٤/ ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>