للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو منيخ بالبطحاء. فقال: «بم أهللت؟» قال: قلت: أهللت بإهلال النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال: «هل سقت من هدي؟» قلت: لا. قال: «فطف بالبيت وبالصفا والمروة، ثم حل» فطفت بالبيت وبالصفا والمروة، ثم أتيت امرأة من قومي فمشطتني وغسلت رأسي. فكنت أفتي الناس بذلك في إمارة أبي بكر وإمارة عمر. فإني لقائم بالموسم إذ جاءني رجل فقال: إنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في شأن النسك. فقلت: أيها الناس! من كنا أفتيناه بشيء فليتئد. فهذا أمير المؤمنين قادم عليكم، فبه فائتموا. فلما قدم قلت: يا أمير المؤمنين! ما هذا الذي أحدثت في شأن النسك؟ قال: إن نأخذ بكتاب الله فإن الله عز وجل قال: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [سورة البقرة: ١٩٦]. وإن نأخذ بسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحل حتى نحر الهدي (١).

وفي رواية عنه -رضي الله عنه- عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: (إن نأخذ بكتاب الله فإنه يأمرنا بالتمام، وإن نأخذ بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يحلّ حتى بلغ الهدي محله) (٢).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣١٠، كتاب الحج، باب من أهل في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- كإهلال النبي -صلى الله عليه وسلم-، ح (١٥٥٩)، ومسلم في صحيحه-واللفظ له- ٥/ ١١٥، كتاب الحج، باب نسخ التحلل من الإحرام والأمر بالتمام، ح (١٢٢١) (١٥٥).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣٤٢، كتاب الحج، باب الذبح قبل الحلق، ح (١٧٢٤)، ومسلم في صحيحه ٥/ ١١٤، كتاب الحج، باب نسخ التحلل من الإحرام والأمر بالتمام، ح (١٢٢١) (١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>