للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(معاذ الله أن أرد شيئاً نفلنيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وأبى أن يرد عليهم (١).

وفي رواية عنه -رضي الله عنه- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أحدّ حدود الحرم، حرم المدينة فقال: «من وجدتموه يصيد في شيء من هذه الحدود، فمن وجده فله سلبه» فلا أرد عليكم طعمة أطعمنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن إن شئتم غرمت لكم ثمن سلبه، فعلت (٢).

ثانياً: عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير (٣)، قال: أحسبه فطيماً، وكان إذا جاء قال: «يا أبا عمير ما فعل النغير؟» نغر (٤) كان يلعب به، فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا (٥).


(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٥/ ٢٦٣، كتاب الحج، باب فضل المدينة ودعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها بالبركة، ح (١٣٦٤) (٤٦١).
(٢) أخرجه بهذا اللفظ الطحاوي في شرح معاني الآثار ٤/ ١٩١، وفي شرح مشكل الآثار ٣/ ٤٢٧. وأخرج نحوه أبو داود في سننه ص ٣١٠، كتاب المناسك، باب في تحريم المدينة، ح (٢٠٣٧)، وأحمد في المسند ٣/ ٦٤،
والبيهقي في السنن الكبرى ٥/ ٣٢٧. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود ص ٣١٠.
(٣) هو: أبو عمير بن أبي طلحة زيد ين سهل، الأنصاري. قيل: اسمه حفص. وتوفي في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-. انظر: تجريد أسماء الصحابة ٢/ ١٩٠؛ الإصابة ٤/ ٢٣١٤.
(٤) النغر: طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار، ويجمع على نغران، ونغير تصغير نغر. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٧٦٨.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه ص ١٣١٤، كتاب الأدب، باب الكنية للصبي، ح (٦٢٠٣)، ومسلم في صحيحه ٧/ ٢٥١، كتاب الآداب، باب جواز تكنية من لم يولد له وتكنية الصغير، ح (٢١٥٠) (٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>