للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ-إن هذه الأحاديث تدل بلا شك على عدم جواز قتل أولاد المشركين ونسائهم، لكن إذا لم يقاتلوا، وتُعمد قتلهم، أما لو قتلوا من غير تعمد أو قاتلوا فيجوز قتلهم؛ للآية الكريمة، ولحديث الصعب بن جثامة -رضي الله عنه- وما في معناه (١).

ب-إن تلك الأحاديث تدل على النهي عن قتل أولاد المشركين ونسائهم، لكن النهي لا يتوجه إلا إلى القاصد؛ لأن الفاعل لا يستحق اسم الفعل حقيقة إلا بالقصد والنية والإرادة؛ لذلك لا يصح الاستدلال منها على تحريم قتل من قتلوا من أولاد المشركين ونسائهم من غير قصد وإرادة لقتلهم (٢).

دليل القول الثالث

ويستدل للقول الثالث- وهو جواز قتل أولاد المشركين ونسائهم مطلقاً- بحديث الصعب بن جثامة -رضي الله عنه- (٣)، وقد سبق وجه الاستدلال منه، وما يرد به عليه في القول بالنسخ.

الراجح

بعد عرض الأقوال في المسالة وأدلتها، يظهر لي- والله أعلم


(١) انظر: شرح معاني الآثار ٣/ ٢٢٢، ٢٢٣؛ التمهيد ١٠/ ٥٦ - ٦١؛ الاعتبار ص ٤٩٧؛ أحكام القرآن لابن العربي ١/ ١٠٤.
(٢) انظر: التمهيد ١٠/ ٦١.
(٣) انظر: الاعتبار ص ٤٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>