للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعترض عليه بما يلي:

أ-إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بين المراد بالقوة في الآية ففي رواية عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه

قال: «ألا إن القوة الرمي. ألا إن القوة الرمي. ألا إن القوة الرمي» (١).

فهذا نص وصريح في تفسير الآية (٢).

ب- أن الآية وإن كانت عامة إلا أنها تستثنى منها الاستعانة بالمشركين على قتال المشركين؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أنه لا يستعين بالمشركين على قتال المشركين، كما سبق ذكره.

ثالثاً: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: شهدنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لرجل ممن يدَّعي الإسلام: «هذا من أهل النار». فلما حضر القتالُ قاتل الرجلُ قتالاً شديداً فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الذي قلت إنه من أهل النار، فإنه قد قاتل اليوم قتالاً شديداً وقد مات، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إلى النار». قال: فكاد بعض الناس أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جراحاً شديداً، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأُخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك فقال: «الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله» ثم أمر بلالاً فنادى بالناس: «إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة،


(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٦/ ٥٤٣، كتاب الإمارة، باب فضل الرمي والحث عليه، ح (١٩١٧) (١٦٧).
(٢) انظر: الجامع لأحكام القرآن ٨/ ٣٦؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٦/ ٥٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>