للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة الأنفال، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اذهب فخذ سيفك» (١).

ثانياً: عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلاً من المشركين علا رجلاً من المسلمين، فاستدبرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه. فأقبل عليّ فضمّني ضمّة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب فقلت: ما بال الناس؟ قال: أمر الله. ثم إن الناس رجعوا، وجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه» فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال: «من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه»، فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال الثالثة مثله، فقمت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مالك يا أبا قتادة؟» فاقتصصت عليه القصة. فقال رجل: صدق يا رسول الله، وسلبه عندي فأرضه عنّي. فقال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: لاها الله (٢)، إذاً لا يعمد إلى أسد من أسود الله يقاتل عن الله ورسوله يعطيك سلبه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «صدق» فأعطاه، فبعت الدرع فابتعت به مخرفاً (٣) في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته (٤) في الإسلام (٥).


(١) أخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال ص ٣١٤، والإمام أحمد في المسند ٣/ ١٢٩، والواحدي في أسباب النزول ص ١٥٥، والحازمي في الاعتبار ص ٥٠٦.
(٢) لاها الله، قسم بمعنى: والله. انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم ٦/ ٣٣٥.
(٣) المخرف البستان، وحائط نخل. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٤٨٣.
(٤) تأثلته أي أصلته وجمعته واقتنيته. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٣٨.
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٦٤٠، كتاب فرض الخمس، باب من لم يخمّس الأسلاب، ح (٣١٤٢)، و مسلم في صحيحه ٦/ ٣٣٤، كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، ح (١٧٥١) (٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>