للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثاً: عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- قال: غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هوازن، فبينما نحن نتضحّى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء رجل على جمل أحمر، فأناخه، ثم انتزع طلقاً (١) من حقبه فقيد به الجمل. ثم تقدم يتغدى مع القوم، وجعل ينظر، وفينا ضعفة ورقة في الظَّهْر، وبعضنا مشاة، إذ خرج يشتد، فأتى جمله فأطلق قيده، ثم أناخه وقعد عليه، فأثاره، فاشتد به الجمل، فأتبعه رجل على ناقة ورقاء (٢). قال سلمة: وخرجت أشتد، فكنت عند ورك الناقة، ثم تقدمت حتى كنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبته في الأرض اخترطت سيفي فضربت رأس الرجل، فندر (٣)، ثم جئت بالجمل أقوده، عليه رحله وسلاحه. فاستقبلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والناس معه، فقال: «من قتل الرجل؟» قالوا: ابن الأكوع. قال: «له سلبه أجمع» (٤).

ويستدل منها على النسخ: بأن حديث سعد -رضي الله عنه- يدل على أخذ السلب من غير بينة؛ حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يطلب منه بينة، وحديث أبي


(١) الطلق بالتحريك: قيد من جلود. النهاية في غريب الحديث ٢/ ١١٩.
(٢) ورقاء من أورق، وهو الأسمر. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٨٤١.
(٣) ندر أي سقط ووقع. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٧٢٥.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه ٦/ ٣٤٠، كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل، ح (١٧٥٤) (٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>