للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خامساً: عن أبي عبيدة (١) -رضي الله عنه- قال: آخر ما تكلم به النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أخرجوا يهود الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (٢).

ووجه الاستدلال منها: هو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقر بعض اليهود والنصاري في الحجاز وجزيرة العرب، ثم أخرج يهود المدينة منها، وأراد أن يخرج جميع المشركين من الحجاز وجزيرة العرب، لكنه -صلى الله عليه وسلم- توفي قبل إخراجهم منها، فأوصى بإخراجهم، وأن لا يبقى في جزيرة العرب غير المسلم.

فيثبت منها نسخ سكنى الكفار بالحجاز، وأنهم لا يقرون بها للسكنى، بل يخرجون منها (٣).

والله أعلم.


(١) هو: عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال، القرشي الفهري، أبو عبيدة بن الجراح، مشهور بكنيته، أمين هذه الأمة، وأحد العشرة السابقين إلى الإسلام، هاجر الهجرتين، وشهد بدراً وما بعدها، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه: أبو أمامة، وسمرة -رضي الله عنهما-وغيرهما، وتوفي في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة بالشام. انظر: تجريد أسماء الصحابة ١/ ٢٨٥؛ الإصابة ٢/ ٩٧٧ - ٩٧٩.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٢٢١، والدارمي في سننه ٢/ ٣٠٦، والبيهقي في السنن الكبرى ٩/ ٣٥٠، وابن عبد البر في التمهيد ١٤/ ٣٣٠. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ٣٢٨: (رواه أحمد بإسنادين ورجال طريقين منها ثقات متصل إسنادهما).
(٣) انظر: الأم ٤/ ١٩١؛ التمهيد ١٤/ ٣٢٩ - ٣٣١؛ بدائع الصنائع ٦/ ٨٥؛ المغني ١٣/ ٢٤٢، ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>