للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخبرته فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها، فأنزل الله عز وجل: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ} [الممتحنة: ٨، ٩] إلى آخر الآيتين (١).

خامساً: عن عبد الله الهوزني (٢)، قال: لقيت بلالاً مؤذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحلب (٣)، فقلت: يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: ما كان له شيء، كنت أنا الذي أَلى ذلك منه، منذ بعثه الله إلى أن توفي، وكان إذا أتاه الإنسان مسلماً فرآه عارياً يأمرني فأنطلق، فأستقرض له واشتري له البردة فأكسوه، وأطعمه، حتى اعترضني رجل من المشركين فقال يا بلال إن


(١) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده-منحة المعبود-٢/ ٢٥، وأحمد في المسند ٢٦/ ٣٧، وابن جرير في تفسيره ١٤/ ٨٣٨٥، والنحاس في الناسخ والمنسوخ ص ٢٤٢، والحاكم في المستدرك- والسياق له- ٢/ ٥٢٧، والواحدي في أسباب النزول ص ٢٨٤. قال الحاكم: (صحيح الإسناد). ووافقه الذهبي في التلخيص. وأصله في الصحيحين.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٤/ ١٥٥: (رواه أحمد والطبراني في الكبير، وجوده، فقال: قدمت قتيلة بنت عبد العزى، وفيه مصعب بن ثابت، ضعفه أحمد وغيره، ووثقه ابن حبان).
(٢) هو: عبد الله بن لُحيّ الحميري، أبو عامر الهوزني الحمصي، ثقة، روى عن عمر، وبلال، وغيرهما، وروى عنه ابنه أبو اليمان، وراشد بن سعد، وغيرهما. انظر: تهذيب التهذيب ٥/ ٣٣١؛ التقريب ١/ ٥٢٦.
(٣) حلب: مدينة في شمال سورية، كانت قصبة جند قنسرين، بينها وبين قنسرين اثنا عشر ميلا، فتحت على يد أبي عبيدة عام خمس عشرة. انظر: معجم البلدان ٢/ ١٦٦؛ أطلس الحديث النبوي ص ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>