للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العزل؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رغب في تزويج الولود لتكثير النسل، والعزل مخالف له، ولا يتحقق كمال قضاء حاجتها مع العزل، وحديث أنس -رضي الله عنه- يدل على عدم العجلة عن قضاء حاجتها. فيثبت من مجموع هذه الأدلة جواز العزل مع الكراهة (١).

دليل القول الثالث

ويستدل للقول الثالث-وهو تحريم العزل مطلقاً- بما سبق ذكره من حديث جدامة -رضي الله عنها-وما في معناه؛ فإن حديث جدامة-رضي الله عنها-فيه اعتبار العزل وأداً خفياً، والوأد حرام، فثبت من ذلك حرمة العزل مطلقاً (٢).

واعترض عليه: بأن حديث جدامة-رضي الله عنها-ليس صريحاً في المنع؛ إذ لا يلزم من تسميته وأداً خفياً على طريق التشبيه أن يكون حراماً. ثم يمكن الجمع بين حديثها والأحاديث الدالة على الجواز، وذلك بحمل حديثها على الكراهة، وإذا أمكن الجمع بين الأدلة

فإنه لا يصار معه إلى غيره (٣).

دليل القول الرابع

ويستدل للقول الرابع-وهو جواز العزل مطلقاً- بما سبق من الأدلة في


(١) انظر: السنن الكبرى للبيهقي ٧/ ٣٧٨؛ المغني ١٠/ ٢٢٨ - ٢٣٠؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٥/ ٣٥٦؛ زاد المعاد ٥/ ١٤٣؛ فتح الباري ٩/ ٢٥٠؛ نيل الأوطار ٦/ ٢٧٧.
(٢) انظر: المحلى ٩/ ٢٢٣.
(٣) انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم ٥/ ٣٥٦؛ فتح الباري ٩/ ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>