للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الراجح

بعد عرض الأقوال والأدلة يظهر لي- والله أعلم بالصواب-ما يلي:

أولاً: إن حديث الشريد، وأبي هريرة-رضي الله عنهما-الدالان على اجتناب المجذوم والفرار منه أقوى من حديث جابر، وأبي ذر، وابن عباس -رضي الله عنهم-والتي يستدل منها على عدم الفرار والاجتناب عن المجذوم، إلا أن هذه الأحاديث تتقوى بحديث نفي العدوى؛ لأنه عام، فيشمل بعمومه نفى العدوى من الجذام، وإذا كان كذلك فإنه يدل كذلك على عدم الاجتناب من المجذوم.

والأحاديث في نفي العدوى صحيحة وكثيرة، منها:

أ-عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا عدوى، ولا غُوْل (١)، ولا صَفَر» (٢).

ب- عن أنس -رضي الله عنه- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل: الكلمة الحسنة، الكلمة الطيبة» (٣).


(١) غول، الغول أحد الغيلان، وهي جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس، فتتغول تغولاً، أي تتلون تلوناً في صور شتى، وتغولهم أي تضلهم عن الطريق، وتهلكهم. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٣٢٩.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٧/ ٣٢٧، كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة، ح (٢٢٢٢) (١٠٨).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه ٧/ ٣٢٩، كتاب السلام، باب الطيرة والفأل، وما يكون فيه من الشؤم، ح (٢٢٢٤) (١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>