للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-صلى الله عليه وسلم- يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناصيته، ثم فرق بعد) (١).

ثانياً: عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (٢)، قال: (لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة، وجد أهل الكتاب يسدلون الشعر، ووجد المشركين يفرقون، وكان إذا شك في أمر لم يؤمر فيه بشيء

صنع مثل ما يصنع أهل الكتاب، فسدل، ثم أمر بالفرق ففرق، فكان الفرق آخر الأمرين) (٣).

ويستدل منهما على النسخ: بأنه يثبت من مجموع الروايتين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سدل شعره أولاً عند قدومه المدينة، موافقة لأهل الكتاب، ثم أُمر بعد ذلك بفرق الشعر ففرقه، فيكون الفرق ناسخاً للسدل؛ لأنه آخر الأمرين (٤).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ١٢٦٣، كتاب اللباس، باب الفرق، ح (٥٩١٧)، ومسلم في صحيحه-واللفظ له- ٧/ ٤٢٧، كتاب الفضائل، باب سدل النبي -صلى الله عليه وسلم- شعره، وفرقه، ح (٢٣٣٦) (٩٠).
(٢) هو: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، الهذلي، أبو عبد الله المدني، ثقة فقيه، روى عن أبيه، وعن ابن عمر، وابن عباس، وغيرهم، وروى عنه: الزهري، وأبو الزناد، وغيرهما. وتوفي سنة أربع وتسعين، وقيل غير
ذلك. انظر: تهذيب التهذيب ٧/ ٢٢؛ التقريب ١/ ٦٣٤.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ١١/ ٢٧١، ومن طريقه الحازمي في الاعتبار ص ٥٤٢، ثم قال: (كذا رواه عبد الرزاق عن معمر مرسلاً، وكان معمر يختلف عليه في هذا الحديث، فتارة كان يرويه متصلاً، ومرة كان يرويه منقطعاً، وهو محفوظ عن الزهري متصلاً، كذلك رواه أصحابه الثقات).
(٤) انظر: الاعتبار ص ٥٤٢؛ الناسخ والمنسوخ في الأحاديث للرازي ص ١٠٥؛ رسوخ الأحبار ص ٥٣٥؛ فتح الباري ١٠/ ٤٢٠، ٤٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>