للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سابعاً: عن أبي عبد الرحمن الجهني (١) -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني راكب غداً إلى اليهود، فلا تبدؤوهم بالسلام، فإذا سلموا عليكم، فقولوا: وعليكم» (٢).

ويستدل منها على النسخ: بأن الآيتين الأوليين تدلان على جواز السلام على غير المسلمين، كما أن حديث أسامة -رضي الله عنه- فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سلم على جمع فيه أناس من المسلمين ومن غير المسلمين، فقد يحتمل أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- أراد بالسلام جميعهم، لكن كل هذا كان قبل فرض الجهاد، كما يدل عليه حديث أسامة -رضي الله عنه-، ثم نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام، فيكون ما يدل على جواز ابتداء السلام على غير المسلمين منسوخاً بفرض الجهاد، وبنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام (٣).


(١) هو: أبو عبد الرحمن الجهني، قيل: اسمه زيد، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه: أبو الخير اليزني. وذكره في الصحابة غير واحد، وذكره ابن سعد في طبقة من شهد الخندق. انظر الإصابة ٤/ ٢٢٩٥؛ التهذيب ١٢/ ١٣٨؛ التقريب ٢/ ٤٣٠.
(٢) أخرجه ابن ماجة في سننه ص ٦١٣، كتاب الأدب، باب رد السلام على أهل الذمة، ح (٣٦٩٩)، وأحمد في المسند ٢٩/ ٥٨١، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٤/ ٣٤١. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ٦١٣.
(٣) انظر: شرح معاني الآثار ٤/ ٣٤١ - ٣٤٣؛ الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم للنحاس ص ٢٢٣؛ نواسخ القرآن ٢/ ٥٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>