للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك لأدلة كثيرة تدل على عدم ابتداء أهل الكفر بالسلام، وقد سبق بعضها في دليل القول بالنسخ (١).

وذهب بعض أهل العلم إلى جواز ابتداء أهل الكتاب بالسلام (٢).

وذلك بدليل ما سبق في دليل القول بالنسخ من آية سورة مريم وسورة الزخرف، وحديث أسامة -رضي الله عنه-؛ حيث فيه سلام النبي -صلى الله عليه وسلم- على مجلس فيه مسلمون وغير مسلمين (٣).

واعترض عليه: بأن تلك الأدلة محتملة لأكثر من معنى، وإذا أريد بها تحية أهل الكفر فتكون منسوخة بالنهي عن السلام عليهم، كما سبق ذكره.

الراجح

بعد عرض قولي أهل العلم في المسألة وأدلتهم، يظهر لي-والله أعلم بالصواب- ما يلي:

أولاً: إن الراجح هو عدم جواز ابتداء أهل الكفر بالسلام، وذلك لما


(١) انظر: شرح معاني الآثار ٤/ ٣٤١ - ٣٤٣؛ المعونة ٣/ ١٦٩٨؛ التمهيد ١٦/ ٩٧، ٩٨؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٧/ ٢٦٦؛ فتح الباري ١١/ ٤٦؛ الشرح الكبير ١٠/ ٤٥٣.
(٢) وروي ذلك عن ابن مسعود، وأبي أمامة الباهلي، وأبي الدرداء. انظر: شرح معاني الآثار ٤/ ٣٤١؛ التمهيد ١٦/ ٩٧؛ الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ١٠٨؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٧/ ٢٦٧؛ فتح الباري ١١/ ٤٦.
(٣) انظر: شرح معاني الآثار ٤/ ٣٤١؛ التمهيد ١٦/ ٩٨؛ الجامع لأحكام القرآن ١٦/ ١٠٨؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٧/ ٢٦٧؛ فتح الباري ١١/ ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>