للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد، نعم القوم أنتم لولا أنكم تشركون. قال: «سبحان الله، وما ذاك؟» قال: تقولون إذا حلفتم: والكعبة. قالت: فأمهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً، ثم قال: «إنه قد قال، فمن حلف فليحلف برب الكعبة». ثم قال: يا محمد، نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله نداً، قال: «سبحان الله، وما ذاك؟» قال: تقولون: ما شاء الله وشئت. قال: فأمهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً،

ثم قال: «إنه قد قال، فمن قال: ما شاء الله فليفصل بينهما: ثم شئت» (١).

رابعاً: عن ابن عباس-رضي الله عنهما-: أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما شاء الله وشئت. فقال: «جعلتني لله عدلاً، بل ما شاء الله وحده» (٢).

وفي رواية عنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا حلف أحدكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شئت» (٣).

خامساً: عن عائشة-رضي الله عنها-أنها قالت: قالت اليهود: نعم القوم قوم محمد لولا أنهم يقولون: ما شاء الله وشاء محمد. فقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده) (٤).

ويستدل منها على النسخ: بأن في بعض هذه الأحاديث ما يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقرهم على قول ما شاء الله وشئت، فهو يدل على إباحته، ثم نهاهم عن ذلك، كما يدل عليه جميع تلك الأحاديث، فيكون الإباحة السابقة


(١) سبق تخريجه في ص ١١١٦.
(٢) أخرجه ابن ماجة في سننه ص ٣٦٥، كتاب الكفارات، باب النهي أن يقال: ما شاء الله وشئت، ح (٢١١٧)، وأحمد في المسند-واللفظ له- ٤/ ٣٤١، والبيهقي في السنن الكبرى ٣/ ٣٠٧. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجة ص ٣٦٥.
(٣) سبق تخريجه، و هذا لفظ ابن ماجة في سننه، والحازمي في الاعتبار.
(٤) أخرجه الحازمي في الاعتبار ص ٥٤٨. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/ ٢١٢: (رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات).

<<  <  ج: ص:  >  >>