للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- أن الروايات عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في ولوغ الهر مختلف فيها، فروي عنه أنه يغسل الإناء من ولوغ الهر مرة، وروي عنه: مرة أو مرتين، وروي عنه: سبع مرات، وروي عنه الرخصة في ذلك.

وبعض هذه الروايات مرفوعة، وبعضها موقوفة، وبعضها رويت مرة مرفوعة ومرة موقوفة، ولو كان عنده رواية صحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يختلف قوله فيها (١).

وإذاً فالواجب الرجوع إلى ما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الهرة وسؤرها وهو حديث أبي قتادة -رضي الله عنه-.

ثانياً: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الهر سبع» (٢).


(١) انظر: الأوسط ١/ ٣٠١؛ سنن الدارقطني ١/ ٦٧؛ السنن الكبرى للبيهقي ١/ ٣٧٧؛ معرفة السنن والآثار ٢/ ٧١.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١/ ٣٨؛ والإمام أحمد في المسند ١٥/ ٤٤٢، والطحاوي في شرح مشكل الآثار ١/ ٢٥٣، والدارقطني في سننه ١/ ٦٣ - وقال تفرد به عيسى بن المسيب عن أبي زرعة وهو صالح الحديث- وأخرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٢٩٢، وقال: (هذا حديث صحيح ولم يخرجاه وعيسى المسيب تفرد به عن أبي زرعة إلا أنه صدوق ولم يجرح قط) وتعقبه الذهبي فقال في التلخيص: (قال أبو داود: ضعيف -يعني عيسى بن الميسيب، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي). وقال الذهبي في الميزان ٣/ ٣٢٣: (عيسى بن المسيب البجلي الكوفي عن الشعبي وغيره، قال يحيى والنسائي والدارقطني: ضعيف، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ليس بالقوي، وتكلم فيه ابن حبان وغيره، وقال أبو داود: هو قاضي الكوفة ضعيف).
وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار ويخطئ في الآثار ولا يعلمه حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
وقال ابن حجر: وجازف الحاكم في مستدركه وأخرج حديثه فصححه وقال: لم يجرح قط.
انظر: تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة لابن حجر ص ٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>