للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية عنها-رضي الله عنها-: (أنها رأت النبي -صلى الله عليه وسلم- يستقبل القبلة لحاجته بعد النهي) (١).

رابعاً: عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي (٢) قال: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبول مستقبل القبلة» وأنا أول من حدث الناس بذلك (٣).


(١) أخرجه ابن شاهين في ناسخ الحديث ص ١٧١، من طريق عراك عن عائشة.
(٢) هو: عبد الله بن الحارث بن جزء-بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة- الزبيدي- بضم الزاي- أبو الحارث، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه: عبيد الله بن المغيرة، وعمرو بن جابر، وغيرهما، وسكن مصر، وهو آخر من مات بها من الصحابة، وتوفي سنة ست وثمانين، وقيل في غيرها. انظر: التهذيب ٥/ ١٥٩؛ التقريب ١/ ٤٨٤؛ شذرات الذهب ١/ ٩٧.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٢٩/ ٢٤٨، عن طريق يحيى بن إسحاق قال: حدثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن المغيرة، قال: أخبرني عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيد، فذكره. وأخرجه في ٢٩/ ٢٤٥، عن طريق حسن قال: حدثنا ابن لهيعة، ثنا سليمان بن زياد الحضرمي أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يقول: (نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبول أحدنا مستقبل القبلة) فهذه الرواية مخالفة للرواية السابقة، وموافقة لما روي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي من غير طريق ابن لهيعة كما سيأتي تخريجه في أدلة القول الثاني.
وعبد الله بن لهيعة هو: عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي أبو عبد الرحمن، قاضي مصر، ضعفه ابن معين والنسائي. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: أمره مضطرب، يكتب حديثه للاعتبار. وعن الإمام أحمد أنه قال: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه؟. وقال: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة. وقال أيضاً: ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإني لأكتب كثيراً مما أكتب لاعتبر به، ويقوي بعضه بعضاً.
وقال ابن حجر: صدوق خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون. انظر: ميزان الاعتدال ٢/ ٤٧٥ - ٤٧٨؛ التهذيب ٥/ ٣٣١ - ٣٣٤؛ التقريب ١/ ٥٢٦.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ٢١٠ - بعد ذكر حديث عبد الله بن الحارث-: (قلت: روى له ابن ماجة أنه أول من سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن ذلك، وهذا يدل على النسخ، رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف).

<<  <  ج: ص:  >  >>