للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلام، إما لضعف راو فيها، أو لجهالته، ولذلك جزم غير واحد من أهل العلم من المحدثين والفقهاء بضعف كل ما ورد فيه (١).

٣ - إن صح خبر الوضوء بالنبيذ فيكون منسوخاً بآية التيمم؛ لأن ذلك كان بمكة، وآية التيمم نزلت بالمدينة بلا خلاف، فتكون ناسخة له (٢).

والله أعلم.


(١) راجع طرق هذه الأحاديث والكلام عليها في دليل القول بالنسخ. وانظر: الأوسط ١/ ٢٥٦؛ شرح معاني الآثار ١/ ٩٥؛ مختصر سنن أبي داود للمنذري ١/ ٨٢؛ المجموع ١/ ١٤١؛ فتح الباري ١/ ٤٢٢؛ فتح القدير لابن الهمام ١/ ١١٩.
(٢) انظر: الأصل ١/ ٧٥؛ الهداية ١/ ١١٨؛ شرح العمدة ١/ ٦١؛ فتح القدير ١/ ١١٩؛ فتح الباري ١/ ٤٢٢.
والأحاديث التي ذكر فيها قدوم وفد الجن والوضوء بالنبيذ فيها صراحة بأنها كانت بمكة، وقد ذكر أبو نعيم الأصفهاني في دلائل النبوة ٢/ ٤٧٠ - ٤٧٣، عن طريق الواقدي -وهو متروك-أنه قدم عليه الجن الحجون-شعب بمكة-في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من النبوة، وأنهم كانوا ثلاثمائة، وكان ذلك بعد ما انصرف من استمع منهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل نصيبين من بطن نخلة، فجاؤوا إلى قومهم منذرين، فخرجوا وافدين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
كما ذكر البيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٢٣١ - ٢٣٢، عن طريق أبي الجوزاء عن ابن مسعود قال: انطلقت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الجن حتى أتى الحجون، فخط علي خطاً .. ) ثم من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود أنه قرأ عليهم -أي الجن-بشعب يقال له: الحجون). فهذا كله يدل على أن ذلك كان بمكة قبل الهجرةوالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>