وعلل هذا الحديث بأنه: (من رواية عروة عن مروان عن بسرة، وأن رواية من رواه عن عروة عن بسرة منقطعة؛ فإن مروان حدث به عروة فاستراب عروة بذلك، فأرسل مروان حرسيه إلى بسرة فعاد إليه بأنها ذكرت ذلك، فرواية من رواه عن عروة عن بسرة منقطعة، والواسطة بينه وبينها إما مروان وهو مطعون في عدالته، أو حرسيه وهو مجهول) التلخيص الحبير ١/ ١٢٢. وانظر: شرح معاني الآثار ١/ ٧١ - ٧٣؛ نصب الراية ١/ ٥٥. وأجيب: ١ - بأن عروة سمعه من بسرة، ففي رواية ابن حبان والحاكم والبيهقي: (قال عروة: فسألت بسرة فصدقته) انظر: صحيح ابن خزيمة ١/ ٦٤؛ صحيح ابن حبان ص ٤٠١؛ المستدرك ١/ ٢٣١؛ السنن الكبرى للبيهقي ١/ ٢٠٥؛ نصب الراية ١/ ٥٥؛ التلخيص الحبير ١/ ١٢٢. ٢ - أن عروة رواه عن مروان قبل خروجه على عبد الله بن الزبير، وقد قال ابن حزم في المحلى ١/ ٢٢١: (مروان ما نعلم له جرحة قبل خروجه على أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، ولم يلقه عروة قط إلا قبل خروجه على أخيه لا بعد خروجه، هذا مما لا شك فيه). ٣ - أن مروان من رجال الكتب الستة غير مسلم، فقد أخرج له البخاري في الصحيح وأصحاب السنن الأربعة في سننهم، ونُقل عن عروة بن الزبير أنه قال: كان مروان لا يتهم في الحديث. انظر: تهذيب التهذيب ١٠/ ٨٤؛ التقريب ٢/ ١٧١. ولذلك صححه الأئمة وممن صححه: الإمام أحمد، ويحيى بن معين، والترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان، والدارقطني، والحاكم، والبيهقي، والحازمي، والنووي، والذهبي. وقال الإمام البخاري: إنه أصح شيء في الباب. وكذلك صححه الشيخ الألباني. انظر: سنن الترمذي ص ٣١؛ سنن الدارقطني ١٦٤؛ المستدرك للحاكم ١/ ٢٣٣؛ التمهيد ٢/ ٢٦٦؛ المجموع ٢/ ٣٠، ٣٥؛ التلخيص الحبير ١/ ١٢٢؛ نيل الأوطار ١/ ١٩٧؛ إرواء الغليل ١/ ١٥٠.