قتادة -رضي الله عنه- بعد تلك الأحاديث؛ لأن ممن روى ثلث الليل أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- وهو قدم المدينة سنة سبع من الهجرة، أما الأحاديث التي فيها أنه -صلى الله عليه وسلم- أخر صلاة العشاء إلى شطر الليل أو إلى نصف الليل فكل ذلك كانت بالمدينة، لذلك ليس هناك ما يدل على تأخر حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- على تلك الأحاديث.
ثم يمكن الجمع بين هذه الأحاديث وحديث أبي قتادة -رضي الله عنه-، وذلك بحمل هذه الأحاديث على بيان وقت الأفضل والاختيار، وحمل حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- على بيان آخر الوقت، وهذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، ومنهم أصحاب المذاهب الأربعة (١)، ولذلك لا يبقى أي احتمال للقول بالنسخ.
والله أعلم.
(١) انظر: شرح معاني الآثار ١/ ١٥٦ - ١٥٨؛ التمهيد ١/ ١٢٩؛ العزيز ١/ ٣٧٢؛ المغني ٢/ ٢٧، ٢٨.