للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه في كل خفض ورفع) (١).

فلو كان رفع اليدين في الصلاة منسوخاً لما عمل به هؤلاء الصحابة-رضي الله عنهم- بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولما خفي عليهم؛ لأن ممن روي عنه ذلك الخلفاء الراشدون، والعشرة المبشرون (٢).

ج- إنه لو صح ثبوت ترك رفع اليدين عن علي وابن عمر -رضي الله عنهما- وكذلك حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- وغيره، فيحتمل أن ذلك كان لبيان الجواز وأن الرفع ليست بسنة لا تصح الصلاة بدونها، وهذا الاحتمال أولى؛ لما يُجمع به بين الروايات كلها مرفوعة وموقوفة، وليس في ذلك ما يدل على النسخ (٣).

ثالثاً: إنه قد جاء في رواية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه في الصلاة حتى لقي الله، فكيف يقال بنسخه؟ فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، وكان لا يفعل ذلك في السجود، فما زالت تلك صلاته


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٢٢/ ٢٤، ثم قال: (قد أنكره أن يكون سمع من غير سهل بن سعد قال أبو زرعة: أبو حازم الأعرج لم يسمع من صحابي غير سهل بن سعد). وانظر: البدر المنير ٣/ ٤٧٦.
(٢) انظر: السنن الكبرى للبيهقي ٢/ ١٠٩، ١١٦؛ التنقيح ١/ ٣٣٤؛ المجموع ٣/ ٢٥٦؛ إيضاح أقوى المذهبين في مسألة رفع اليدين ص ١٤٣، ١٤٤؛ التلخيص الحبير ١/ ٢٢٠؛ نيل الأوطار ٢/ ١٧٨.
(٣) انظر: المحلى ٢/ ٢٦٥؛ تحفة الأحوذي ٢/ ١١٩، ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>