للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا يدل على جهر البسملة، وأن ذلك كان من صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (١).

واعترض عليه: بأنه ليس صريحاً في الجهر، ثم إن أبا هريرة -رضي الله عنه- وصف الصلاة وقال: (أنا أشبهكم)، فيحمل على معظم ذلك، وأن العموم قد يخصص بقرائن صحيحة (٢).

ثانياً: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (صلى معاوية -رضي الله عنه- بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة، فلم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن، ولم يقرأها للسورة التي بعدها، ولم يكبر حين يهوي، حتى قضى تلك الصلاة، فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والأنصار من كل مكان: يا معاوية أسرقت الصلاة أم نسيت؟ قال: فلم يصل بعد ذلك إلا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن وللسورة التي بعدها، وكبر حين يهوي ساجداً) (٣).


(١) انظر: صحيح ابن خزيمة ١/ ٢٧٩؛ صحيح ابن حبان ص ٥٦٣؛ المجموع ٣/ ٢١٠.
(٢) انظر: التحقيق ١/ ٣٦٠؛ التنقيح ١/ ٣٥٦؛ نصب الراية ١/ ٢٣٧؛ الدراية ١/ ١٣٣.
(٣) أخرجه الشافعي في الأم ١/ ٢١٢، والدارقطني في سننه-واللفظ له-١/ ٣١١، والحاكم في المستدرك ١/ ٣٥٨، والبيهقي في السنن الكبرى ٢/ ٧٢. قال الدارقطني عن رجاله: (كلهم ثقات) وقال الحاكم: (حديث صحيح على شرط مسلم)، ووافقه الذهبي. وكذلك ذكر النووي في المجموع ٣/ ٢١٣: أنه على شرط مسلم. وقال ابن الجوزي في التحقيق ١/ ٣٢٦: (يرويه عبد الله بن عثمان بن خيثم. وقال يحيى: أحاديثه ليست بالقوية)، وقال ابن التركماني في الجوهر النقي ٢/ ٧٢: (وذكر صاحب الاستذكار أن عبد الرزاق ذكره عن ابن جريج فلم يذكر أنساً، وعبد الله بن عثمان بن خيثم قال ابن الجوزي في كتابه: قال يحيى: أحاديثه ليست بشيء. ثم إن ابن خيثم اضطربت روايته لهذا الحديث، فأخرجه البيهقي من حديث ابن جريج عن ابن خيثم عن أبي بكر بن حفص عن أنس، ثم أخرجه من حديث الشافعي عن إبراهيم الأسلمي ويحيى بن سليم عن ابن خيثم عن إسماعيل بن عبيد عن أبيه عن معاوية). وقال الزيلعي في نصب الراية ١/ ٣٥٣ - بعد الكلام على عبد الله بن عثمان-: (وبالجملة فهو مختلف فيه، فلا يقبل ما تفرد به، مع أنه قد اضطرب في إسناده ومتنه وهو أيضاً من أسباب الضعف).

<<  <  ج: ص:  >  >>