للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو مثلها، والسنة ليست خيراً من القرآن ولا مثله، فلا تكون ناسخةً له (١).

واعترض عليه: بأن السنة كذلك من عند الله تعالى، والنسخ في الآية أعم من أن يكون في الأحكام أو في التلاوة، والخيرية والمثلية أعم من أن تكونا في المصلحة أو في الثواب، وعلى هذا فقد تكون السنة الناسخة خيراً من القرآن المنسوخ من هذه الناحية، وإن كان القرآن خيراً من السنة من ناحية امتيازه بخصائصه العليا (٢).

ب- قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (٣).

وهذه الآية كذلك تدل على أن الآية إذا بدلت يأتي بدلها آية، فيكون نسخ القرآن بالقرآن لا بغيره (٤).

واعترض عليه: بأنه سبحانه وتعالى لم يقل: أنه لا يبدل آية إلا مكان آية، بل إنه قال: إنه يبدل آية مكان آية، وليس فيه نفي أنه لا يبدل آية بغيرها (٥).


(١) انظر: الرسالة للإمام الشافعي ص ١٠٨؛ الإتقان ٢/ ٤٠؛ مناهل العرفان ٢/ ٢٥٨.
(٢) انظر: أصول السرخسي ٢/ ٧٥؛ الإتقان ٢/ ٤٠؛ مناهل العرفان ٢/ ٢٥٨.
(٣) سورة النحل، الآيتان (١٠١، ١٠٢).
(٤) انظر: الرسالة ص ١٠٨؛ مناهل العرفان ٢/ ٢٥٧.
(٥) انظر: الإحكام شرح أصول الأحكام ١/ ٥٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>