للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة، ويحطُّ عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتى به يُهادى (١) بين الرجلين حتى يقام في الصف) (٢).

وهذا يدل على أن التخلف عن الجماعة من صفات المنافقين، وقد نُهينا عن التشبه بهم، فدل ذلك على وجوبها (٣).

سادساً: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له، إلا من عذر» (٤).


(١) يهادى بين الرجلين، أي يمشى بينهما معتمداً عليهما، من ضعفه وتمايله، من تهادت المرأة في مشيها إذا تمايلت. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٩٠٠.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٣/ ٤٦٠، كتاب المساجد، باب صلاة الجماعة من سنن الهدى، ح (٦٥٤) (٢٥٧).
(٣) انظر: فتح الباري ٢/ ١٥٨.
(٤) أخرجه ابن ماجة في سننه ص ١٥٠، كتاب المساجد والجماعة، باب التغليظ في التخلف عن الجماعة، ح (٧٩٣)، والدارقطني في سننه ١/ ٤٢٠، والحاكم في المستدرك ١/ ٣٧٢، وابن حزم في المحلى ٣/ ١٠٥، والبيهقي في السنن الكبرى ٣/ ٢٤٨. قال الحاكم: (صحيح على شرط الشيخين). ووافقه الذهبي. وقال الشيخ الألباني في الإرواء ٢/ ٣٣٧: (وهو كما قالا)، ونقل عن ابن حجر أنه قال: (إسناده على شرط مسلم، لكن رجح بعضهم وقفه)، قال: قلت: (ولا مبرر لهذا الترجيح، فإن الذين رفعوه جماعة الثقات تابعوا هشيماً عليه).

<<  <  ج: ص:  >  >>