للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَنَلْعَبُ} (١): "فاعترفوا واعتذروا، ولهذا قيل لهم: {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} (٢) فدل على أنَّهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفرًا، بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر، فبيَّن أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه؛ فدل على أنَّهم كان عندهم إيمان ضعيف ففعلوا هذا المحرم الَّذي عرفوا أنَّه محرم، ولكن لم يظنوه كفرًا، وكان كفرًا كفروا به، فإنهم لم يعتقدوا جوازه" (٣).

فانظر -يرحمني الله وإياك- خطورة الكلمة؛ حيث لا يصح الاعتذار بالنية؛ فإنَّ ذلك تلبيس إبليس؛ فالكلام الفاسد والعمل الفاسد، لا تشفع له النية الصالحة، والنية السيئة الخبيثة لا يشفع لها العمل الصحيح والكلام الحسن، وصدق من قال:

احفظ لسانك أيها الإنسان … لا يلدغنك إنَّه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه … كانت تهاب لقاءه الشجعان

وقال آخر:

يصاب الفتي من عثرة لسانه … وليس يصاب المرء من عثرة الرجِل

فعثرة في القول تُذهب رأسه … وعثرة في الرِّجل تبرأ على مَهَل


(١) سورة التوبة، الآية (٦٥).
(٢) سورة التوبة، الآية (٦٦).
(٣) مجموع فتاوى ابن تيمية، (٧/ ٢٧٣).

<<  <   >  >>