للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سب الدين]

الألفاظ الَّتي أوحى بها الشيطان إلى أوليائه ليسبوا بها دين الله كثيرة -والعياذ بالله- وهي ممَّا يوجب الكفر والخروج من ملة الإسلام.

ومن ذلك: ما جاء في هذا السؤال الموجه للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: "ماذا تقولون في رجل يشهد أن لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأن محمدًا رسول الله، ويصلي ويقوم بالفرائض الإِسلامية، إلَّا أنَّه عند غضبه أو منازعته لأحد من النَّاس يقول بعض الكلمات أستحي أن أذكرها أو أتلفظ بها، اللَّهُمَّ إلَّا لمثل هذه الأمور الَّتي لا بد من ذكرها حتي نكون على بينة من الأمر؛ وهذه الكلمات هي: النعلة على دين ربك، ونحو هذه العبارات. هل يكفر من تلفظ بهذه الكلمات؟ هل يوجب عليه الوضوء الأكبر؟ هل يحبط عمله؟ نرجو البسط في هذه المسألة.

فأجابت: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد: ما ذكرته من قوله: (النعلة على دين ربك) اللَّفظِ يُخرج من الإسلام، وينبغي نصحه وإرشاده بالحكمة والموعظة الحسنة ومجادلته بالتي هي أحسن لعل الله أن يهديه فلا يقول ذلك مستقبلًا، وأن ينصح أيضًا بالتوبة عما مضى؛ فإن التوبة إذا قبلت غفر لصاحبها ما اقترفه من ذنب؛ قال تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (١) أجمع العلماء على أن هذه الآية في


(١) سورة الزمر، آية (٥٣).

<<  <   >  >>