للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنه لا يجوز، ومن فضل الله علينا أن جعل سلامنا على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- يبلغه اينما كنا في مشارق الأرض ومغاربها، فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام" (١) رواه الإمام أحمد والنسائي وغيرهما، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" (٢)، وقال عليه الصلاة والسلام: "لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني أين كنتم" والأحاديث في هذا المعنى كثيرة" (٣).

[أخدمك الله أقداره]

علق الشيخ الألباني -رحمه الله- على قول ابن دحية الكلبي في فاتحة كتابه (أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب) عندما قال داعيًا الملك وقته: "وأخدمه أقداره" قال الشيخ: "لا تخلو هذه التركية من شيء؛ فإن هذا الطلب الأخير مع أنه من طلب ما لا يكون، وذلك من الاعتداء في الدعاء، وهو مذموم فيما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- من قوله: (سيكون في أمتي أقوام يعتدون في الدعاء والطهور) (٤)، فإنه على ذلك فيه طلب الاستعلاء على القدر وجعل الملك مخدومًا له، وهذا أمر ظاهرٌ بطلانه، وإنما أوقع المؤلف -


(١) رواه أحمد ١/ ٣٨٧، ٤٤١، ٤٥٢، والنسائي في (المجتبي) ٣/ ٤٣ برقم (١٢٨٢) وفي (عمل اليوم والليلة) ص ١٦٧ برقم (٦٦)، (ت: فاروق حمادة).
(٢) رواه أحمد ٤/ ٨، وأبو داود ١/ ٦٣٥، ٢/ ١٨٤ برقم (١٠٤٧، ١٥٣١)، والنسائي ٣/ ٩١ برقم (١٣٧٤)، وابن ماجه ١/ ٣٤٥، ٥٢٤ برقم (١٠٨٥، ١٦٣٦).
(٣) فتاوى اللجنة (١٦/ ٢٨ - ٣٠).
(٤) رواه أحمد بنحوه: (٤/ ٨٦).

<<  <   >  >>